صدى – مصر من مصر لكل العالم
كتبت علياء الهواري
في ظل تصاعد الجهود الإقليمية والدولية لوقف العدوان على قطاع غزة،
أعلنت مصادر سياسية إسرائيلية، مساء اليوم، أن الحكومة في تل أبيب أبلغت الوسطاء استعدادها
لإرسال وفد تفاوضي «في أي وقت» إلى العاصمة المصرية القاهرة،
لاستئناف المباحثات غير المباشرة مع حركة حماس حول وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، فإن الوفد التفاوضي الإسرائيلي
بات على أهبة الاستعداد للتحرك بمجرد تلقي الضوء الأخضر من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،
في وقت تُبذل فيه جهود حثيثة لإعادة تفعيل المفاوضات التي توقفت قبل أسابيع
بسبب الخلاف على بنود رئيسية تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب.
وأكدت القناة العبرية “كان” أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل دفعت باتجاه استئناف الحوار، بعد تزايد الضغوط الداخلية نتيجة استمرار المواجهات في غزة، وتفاقم أزمة الأسرى الإسرائيليين الذين لا تزال حماس تحتجز عددًا منهم منذ عملية السابع من أكتوبر.
وأشارت تقارير إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تدرك أن استمرار العمليات العسكرية دون أفق سياسي أصبح يضعف موقفها أمام الرأي العام، خاصة في ظل الانتقادات المتصاعدة داخل الجيش وتراجع الثقة في أداء الحكومة.
في المقابل، لم تصدر حركة حماس أي رد رسمي حتى اللحظة، غير أن مصادر مقربة من الحركة أكدت أن أي مفاوضات جديدة يجب أن تستند إلى وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تقارير أفادت بأن واشنطن والقاهرة والدوحة تعمل على بلورة مقترح جديد يهدف إلى تثبيت تهدئة طويلة الأمد وبدء مفاوضات سياسية أوسع، تفتح الباب أمام إعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى مناطقهم.
ويرى محللون أن استعداد إسرائيل لإرسال وفدها في هذا التوقيت يعكس تحولًا في الموقف الرسمي، ومحاولة للخروج من مأزق الحرب الطويلة التي فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، مؤكدين أن “الواقع الميداني فرض على تل أبيب القبول بالحلول السياسية بعدما استنزفتها المعارك.”
