ازمة دول اوروبا تضع المغتربين على الحدود
كتبت/ فرحة باروكي
مقالة للسفير الاممي فؤاد الشناوي
نحن فى الإتحاد الأوروبي نواجه منذ أيام مشكلة كبيرة للمهاجرين، وبصفتي مدير عام اتحاد للجاليات المغتربة في الاتحاد الاوروبي ندور في فلك هذه الازمة محاولين إيجاد الحلول. وهؤلاء المهاجرين معظمهم من الدول العربية والشرق اوسطية هم المظلومين الذين فرضت عليهم ظروف التطاحن في أوطانهم الهروب لقسوة الظلم والفساد. ولكن الدول الأوروبية ضاقت من كثرة الاعداد المهاجرة الوافدة اليهم، وكانت ذريعة لهذه الازمة.
وانا شخصيا ومعي فريق العمل نتحاور مع الحكومات الأوروبية لإستقبال هؤلاء المهاجرين ولو بشكل منظم ولاسيما اننا على أعتاب كارثة انسانية.
فجأة تظهر مشكلة في دولة بيلاروسيا بسبب بطش الحكام والضغط على أوروبا لرفع العقوبات التي فرضت على بيلاروسيا وقد رفعت بيلاروسيا
من نبرة تحذيراتها ووضعت وقامت بنشر قوات حرس الحدود في حالة استنفار، محذرةً بولندا من أي “استفزاز” على الحدود بين البلدين، حيث يتواجد الآلاف من المهاجرين الراغبين في دخول دول الاتحاد الأوروبي.
واشتدت المشاحنات بين العاصمتين “مينسك” و “وارسو” منذ أسابيع بشأن قضية الهجرة نحو دول الاتحاد الأوربي.
ومن ناحية آخرى يتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتدبير وصول هذه الموجة من المهاجرين بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة على بلاده بعد القمع الوحشي الذي تعرضت له المعارضة.
وكانت وزارة الخارجية البيلاروسية التي تنفي هذه الاتهامات “حذرت الجانب البولندي مسبقاً من استخدام أي استفزاز”.
اما دولة بولندا تخشى تهديد “أمن” الاتحاد الأوروبي
وانتقدت مينسك “تجاهل وارسو الطويل الأمد للواقع الموضوعي ومقارباتها الشبيهة بالنعامة لحل المشاكل الخطيرة”، فضلاً عن “محاولات بولندا المتعنتة” لـ “تحميل بيلاروسيا للمسؤولية” عن أزمة الهجرة على الحدود.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيتسكي إن “تدفق المهاجرين إلى الحدود يهدد “أمن واستقرار” الاتحاد الأوروبي بأكمله. وكتب رئيس الحكومة البولندية على تويتر: “إن إغلاق الحدود البولندية يصب في مصلحتنا الوطنية، ولكن استقرار وأمن الاتحاد الأوروبي بأكمله على المحك اليوم”.
وبدورها نشرت وارسو قوات عسكرية كبيرة على الحدود المتاخمة مع بيلاروسيا.
واعتبر مورافيتسكي أن “الهجوم الهجين” من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يستهدف أوروبا بالكامل، مضيفاً “لن نخاف وسندافع عن السلام في أوروبا مع شركائنا في الناتو والاتحاد الأوروبي”.
وفي الآونة الأخيرة، أفادت ليتوانيا ولاتفيا وبولندا بأن هناك زيادة في عدد المهاجرين غير الشرعيين الموقوفين على الحدود مع بيلاروسيا، متهمة مينسك بخلق أزمة هجرة.
ونظراً للوضع القائم، قرر رئيس بولندا فرض حالة الطوارئ في المناطق المتاخمة لبيلاروسيا، والاستعانة بالجيش والشرطة، لمساعدة سلطات الحدود
وعن دورنا في الاتحاد الأوروبي نستمر في إرسال مساعدات غذائية للاجئين وخصوصا مع دخول الشتاء.
وأفاد حرس الحدود البولندي أنه في أيلول/ سبتمبر الماضي، تم تسجيل 7535 محاولة لعبور الحدود مع بيلاروسيا بشكل غير شرعي، في حين كان هذا العدد قد بلغ في عام 2020 بكامله، 120 محاولة فقط.
ولاتزال أزمة المهاجرين تتفاهم حتى كتابة، هذا المقال، وحسب صحيفة “جزيتا
فيبورتشا” لقى عشرة مهاجرين على الاقل حتفهم في ظل درجات حرارة وصلت الى التجمد في هذا الوقت على الحدود.
واتهمت أن-كلير لوجان الناطق باسم الخارجية الفرنسية الرئيس البيلاروسي بالسعي الى زعزعة استقرار الاتحاد الاوروبي. واضافت ان فرنسا مستعدة لدراسة تعزيز الاجراءات.
وفي جنيف ابدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قلقها ازاء مئات المهاجرين الذين يقيمون في مخيمات ودعت الى وقف استغلال الضعفاء في اغراض سياسية.
وفي ظل هذا الوضع نقوم في اتحاد الجاليات العربية المغتربة التواصل مع المسؤولين
والسفراء لسرعة إنقاذ مئات الارواح التي تعيش في اقصى ظروف صعبة لا يقرها حقوق الانسان ولا الإنسانية، لذلك ارادت ان ابعث بتقرير مفصل للرأي العام العالمي عما يدور في الاتحاد الاوروبي. وهي احدى المشاكل للمغتربين التي نواجهها يوميا ونعمل لإيجاد الحلول.