بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 ديسمبر
الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد إن المؤمن إذا استشعر هذه النعمة وهي نعمة الإسلام فإن هذا يحمله على أن يعظمها حق تعظيمها وأن يجلها حق إجلالها وأن يقدرها حق قدرها وأن يسأل الله الثبات ويعمل بالأسباب كما تقدم حتى يثبت على هذه النعمة العظيمة، ثم أمر آخر وهو أن الواجب على المسلم أن يعرف غير المسلمين بهذا الدين العظيم وبسماحته، وأن يكون على منهاج النبيين والدعاة الصالحين الذين يدلون الناس على مكانة هذا الدين وعلى ما به من الخير العظيم.
ولا في الله أن هذا الدين دين الإسلام خير للعالمين خير للبشرية وهو خير لكل الكائنات، ونحن نشاهد اليوم كيف أن العالم يمر بعدد من الضوائق فإنه يحتاج إلى هدي هذا الدين العظيم، أن يعرفه الناس حق معرفته، وللأسف الشديد أيها الأخوة أن معرفة العالمين اليوم بدين الإسلام لا تتم من خلال القرآن والسنة ولكنها تتم من خلال تعاملات المسلمين، وأنه لا يخفى عليكم أنه يوجد فيها أنواع من التقصير وهنا تكمن الخطورة أنه ينسب التقصير إلى دين الإسلام، وهذا يحمل المؤمن على أن يحذر من أن يسيء إلى دين الإسلام من حيث لا يشعر بسبب تصرفاته، ومما يؤرق ويزعج أكثر وأكثر أن ينسب إلى الإسلام اليوم أنواع من التصرفات التي تصدر عن بعض الذين فيهم إساءة لدين الإسلام لأنهم لم يفقهوا سماحته.
ولم يدركوا ما فيه الخير وصاروا يقيمون من أنفسهم حكاما على الآخرين بأنهم يستحقون النار وأنهم كذا وأنهم كذا وربما زادوا في الاعتداء والبغي فتشوه دين الإسلام بأنظار هؤلاء مع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يحذر من مثل هذا الأمر بل إنه كان يتجاوز عددا من الأمور الخطيرة التي كان يقصد بها شخصه الكريم وجنابه الشريف ويتجاوز عنها ويتسامح حتى لا يساء إلى سمعة الإسلام، لقد وجه نبينا صلى الله عليه وسلم بأناس من المنافقين وأشخاص من المجرمين الذين أرادوا الإساءة إليه بل حتى قام قائمهم ويقول لرسول الله إنه خائن حاشاه صلى الله عليه وسلم عندما قام ذو الخويصرة التميمي وقال يا محمد اعدل فإنك لم تعدل، فما أقساها من عبارة وما أعظمها من تهمة وما أشنعها من جرأة.
لم يتمالك الصحابة رضي الله عنهم أن يسمعوها قالوا يا رسول الله لنضرب عنق هذا الرجل كيف يتجرأ على من هو أمين على وحي السماء محمد صلى الله عليه وسلم؟ فإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقول كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه إن نبينا صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الرأي العالمي الذي يتابع ما يكون في هذه المدينة النبوية وبما يتصرف محمد، وإن الأنظار ستكون إلى أن محمدا يقتل أصحابه وهذا تشويه للدين ولذلك تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا، هل نفقه هذه السياسة النبوية بالحفاظ على سمعة الإسلام وهذا هو واجبنا أن نحذر من أن نسيء للإسلام وأن نحرص على أن نعرف الناس بهذا الدين، وأن نبين أنه يجب أن يعرف الإسلام من خلال هدي محمد صلى الله عليه وسلم وليس من خلال الأفراد الذين ربما يقع منهم التقصير.