الدكروري يكتب عن الإمام أبو إسماعيل الصادق

بقلم  محمد الدكروري

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام جعفر الصادق وهو أبو عبد الله جعفر الصادق

بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين، وقد كني الإمام الصادق بعدة كنى

منها أبو عبدالله وهي أشهرها، وأبو إسماعيل وأبو موسى، ولقب بالصادق،

والفاضل، والطاهر، والقائم، والكامل، والمنجي، وكان يوصف بأنه ربعة،

ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان كأنه السراج،

أسود الشعر، جعده، أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهرا،

وعلى خده خال أسود، وقد ألمّت المحن بآل البيت وأحاطت بهم النكبات والكوارث، منذ أن استشهد الحسين بن علي، سيد شباب أهل الجنة في كربلاء، في العاشر من المحرم سنة واحد وستين من الهجرة.

وجرّت هذه المحنة سلسلة من المحن والمصائب التي نزلت على أبناء السيده فاطمة الزهراء، فاستشهد زيد بن علي زين العابدين، في سنة مائة وواحد وعشرين، حين سمت نفسه إلى الخلافة في عهد هشام بن عبد الملك، ولقي المصير نفسه محمد بن عبد الله، المشهور بالنفس الزكية وأخوه إبراهيم، في خلافة أبي جعفر المنصور، العباسي، وقد صهرت هذه المحن نفس جعفر بن محمد بن علي بن زين العابدين، وجعلته يضيق بالسياسة والتطلع إلى الولاية، ويتجه إلى العلم والمعرفة لا ضنا بحياته أو ضعفا بقدراته، ولكنه كان يرى أن الخروج على الحاكم يؤدي إلى الفتنة العمياء، وارتكاب المظالم، وانتهاك الأعراض، وأخذ الناس بالشبهات، وكانت نفس جعفر الصادق هادئة تميل إلى البحث والتأمل.

وتطيل النظر والتفكير، فكسبه بذلك ميدان العلم وحقق فيه من الشهرة وذيوع الصيت ما لم ينله كبار القادة والفاتحين، وكما اتصل بابن شهاب الزهري أحد فحول العلم وتتلمذ على يديه، ومن شيوخه في الحديث عبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح ، ومحمد بن المنكدر، كما رحل إلى العراق طلبا للعلم، وكانت له عناية بالفقه وشغف باختلاف الفقهاء، ومعرفة مناهجهم، وتطلب ذلك منه معرفة واسعة بعلوم القرآن والحديث، والناسخ والمنسوخ، وكان لجعفر الصادق معرفة واهتمام بالكيمياء، واشتغل بها وبغيرها من العلوم الكونية الأخرى كالفلك وعلم الحيوان وعلم الأرض، وقيل أن جابر بن حيان عالم الكيمياء المعروف تتلمذ عليه.

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

غادة محفوظ تكتب : الحوكمة سبيل الإصلاح الحزبي في الجمهورية الجديدة

عدد المشاهدات 5371 200 بقلم غادة محفوظ الحياة الحزبية تمثل الركيزة الأساسية لأي نظام ديمقراطي …