الدكروري يكتب عن السخرية والتنمر
.فرحه الباروكي
9 مايو، 2024
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 63
بقلم / محمـــد الدكروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد روي عن الصحابي الجليل جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث “أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك” رواه مسلم، فلا تسخر من أخيك لذنب ارتكبه، بل انصحه ووجّهه، فالدين النصيحة، وأما أن تضحك منه وتجعلَه حديث مجالسك تتحدث عن سيئاته وعن أخطائه فليس ذلك من شيم المسلم ولا من أخلاقه ففي صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا “
ويشير إلى صدره ثلاث مرات “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” أي يكفي المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، وهذا تعظيم لاحتقار المسلم، وأنه شر عظيم، لو لم يأت الإنسان من الشر إلا هذا لكان كافيا في الإثم والذم والعقاب، بل إن الله تعالى يعاقب المستهزئين الذين يستهزئون بالمؤمنين في الدنيا يعاقبهم بأن يذلهم ويخزيهم، ويمكّن لعباده المؤمنين من الضحك عليهم يوم القيامة، فالجزاء من جنس العمل، ولقد ازدادت فى الآونة الأخيرة ظاهرة التنمر بين الأطفال، ولم تقتصر هذه الظاهرة على بلدان بعينها بل تنتشر هذه الظاهرة فى بلدان عديدة ومنها بلدان متقدمة وقد يرجع إنتشارها عالميا نتيجة الغزو الإعلامى الغربى وتأثيرات العولمة.
وبالرغم من أن للتنمر أنواع ومنها تنمر أسري وتنمر مدرسي وتنمر الكتروني وتنمر فى العمل وتنمر سياسي، إلا أن التنمر المدرسي يعد من أكثر الأنواع شيوعا وانتشارا بل أن تداعياته وتوابعه لها تأثيرات نفسية سلبية على التلاميذ الذين يتعرضون له والتى منها أعراض اكتئابية أو عدم الرغبة فى الذهاب للمدرسة بل وأفكار إنتحارية فى بعض الأحيان، لذا قامت الدولة المصرية بتدشين حملة تحت عنوان أنا ضد التنمر وكان الغرض من هذه الحملة هو القضاء علي ظاهرة التنمر بوجه عام والتنمر المدرسي بوجه خاص لاسيما مع بداية العام الدراسي الجديد من كل عام حيث يمثل التنمر المدرسي الغالبية العظمى من نسبة التنمر التى تقع بين الأطفال، واعلموا أن عاقبة التنمر هو خزي في الدنيا.
وعذاب في الآخرة، وهلاك ودمار في العاجلة، وعذاب مقيم في الآجلة، فذلك جزاء من عادى أولياء الله، واستهزأ بأحبابه وأصفيائه، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب” أي أعلمته بالهلاك والنكال، فإياك أن تكون من المستهزئين الساخرين فإن عاقبتهم حسرة وندامة، يوم لا تنفع الحسرة ولا الندامة، فرحم الله عبدا حفظ لسانه عن الهمز واللمز والاستهزاء بالناس والسخرية منهم، واشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ومن سلم منه الخلق رضي عنه الرب سبحانه، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، قال “اضربوه”
قال أبو هريرة رضي الله عنه فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم أخزاك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان” فإذا رأيت إنسانا على معصية فإياك أن تقول هذا لا يُغفر له، وهذا لا تقبل توبته، فأنت بذلك تتألى على الله وتتطاول على حكمه، والله أحكم وأعلم وأعدل، فقد يمنّ عليه بتوبة نصوح قبل مماته فيكون من الناجين.