الدكروري يكتب عن موسم الأعمال الصالحة والعبادات

بقلم  محمـــد الدكـــروري

ينبغي للمسلم استغلال الأوقات الفاضلة بالعبادة والاستغفار، ويعد شهر شعبان من الأزمنة الفاضلة التي أكرم الله تعالى عباده بها،

حيث جعله موسما للأعمال الصالحة والعبادات، فهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، والصيام فيه يهيئ النفس لصيام رمضان،

وكذلك قراءة القرآن، وسائر الأعمال، ومن الأحداث العظيمة عبر التاريخ، أيضا فى شهر شعبان هو فرض الصيام في رمضان

حيث فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في العاشر من شعبان من العام الثاني للهجرة، كما قال ابن كثير رحمه الله “

وفي شعبان فرض صوم رمضان”

ولا بد من الإشارة إلى أن زكاة الفطر فرضت في نفس الوقت، وكذلك تحول قبلة المسلمين إلى الكعبة المشرفة،

حيث أمر الله تعالى المسلمين بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة.

بعد أن كانت قبلتهم باتجاه بيت المقدس لسنة ونصف، وتم بذلك نسخ أول حكم شرعي، وضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الاستجابة لأمر الله تعالى،
دون أي تردد أو تأخير، حتى إن بعضهم بلغهم حكم تحول القبلة وهم راكعون في الصلاة فداروا
كما هم باتجاه الكعبة، وكذلك حدوث غزوة بني المصطلق، حيث وقعت هذه الغزوة المباركة في الثاني من شعبان من العام الخامس للهجرة،
وكان سببها أن بعض الأخبار وردت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفادها أن المشركين يتجمعون لقتاله والقضاء على المسلمين،
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش بالاستعداد، وباغت المشركين بالهجوم عليهم وهزمهم،
ومن الأحداث التي وقعت في هذه الغزوة افتضاح المنافقين، الذين يسعون في إفساد المجتمع المسلم.
من خلال الكذب، والتحريض، ونشر الفتن بين أبنائه، حيث حاولوا استغلال خلاف وقع بين المهاجرين والأنصار ليشعلوا الصراع بين المسلمين،
وقال رأس النفاق عبد الله بن أبي في ذلك اليوم قولته الخبيثة “لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل”
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل مباشرة وقال ” دعوها فإنها منتنة” فدُفنت الفتنة في مهدها، ولقد عرف العرب الأشهر الهجرية، وسموها واعتمدوها في تقويمهم وتأريخهم، وورد في القرآن الكريم ذكر لتعداد هذه الأشهر وتصنيفها،
فهى اثنا عشر شهرا، مقسمة إلى أشهر حُرم وعددها أربعة، وأشهر حل أو حلال وعددها ثمانية، والأشهر الحُرم
هي الأشهر التي كان يقعد فيها العرب عن القتال في الجاهلية وحتى بعد الإسلام، ويمتنعون عنه فيها.
وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، فهذه الأشهر الأربعة يحرم القتال فيها، فإذا انقضت كان العرب يخرجون لملاقاة الأعداء وقتالهم،
وأما الأشهر الحل فسميت بذلك لأن القتال فيها يعود حلالا بعد أن حُرم ومُنع في الأشهر الحُرم، والأشهر الحل هى صفر، وربيع الأول،
وربيع الآخر، وجمادى الأول، وجمادى الآخر، وشعبان، ورمضان، وشهر شوال.

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

غادة محفوظ تكتب : الحوكمة سبيل الإصلاح الحزبي في الجمهورية الجديدة

عدد المشاهدات 5371 200 بقلم غادة محفوظ الحياة الحزبية تمثل الركيزة الأساسية لأي نظام ديمقراطي …