الفوائد اللغوية من قصة ذي القرنين

بقلم محمد الدكروري

الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الملك العادل ذي القرنين،

وقد تضمنت قصة ذي القرنين على كثير من الفوائد اللغوية لكن أقتصر منها على فائدتين، فالفائدة الأولى وهو الفرق بين الخَبر والخُبر، فالخَبر مذكور في قصة موسى عليه السلام، قال تعالى

” إذ قال موسي لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر ” وإن نبي الله موسى عندما سار بأهله في الصحراء عائدا إلى مصر،

ضل الطريق، ثم رأى نارا من بعيد، فتوجه إليها لعله يجد شخصا، يخبره بالطريق ويدله عليه، إنه يطمع أن يجد عنده خبرا، أما الخُبر فلم يذكر إلا في سورة الكهف، حيث قال الخضر لنبي الله موسى عليه السلام ” وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا ” وقال هنا عن ذي القرنين “

وكذلك وقد أحطنا بما لدية خبرا ” والفرق بين الخبر بالفتح والخبر بالضم، الخبر هو العلم بالأشياء المعلومة من جهة الخبر، أما الخُبر فهو المعرفة ببواطن الأمر، ويعني أنه إذا كان يتعلق العلم بالأخبار الظاهرة، والأشياء الظاهرة، والأمور الظاهرة، فهو الخبر،

أما إذا كان يتعلق العلم بالأمور الباطنة، وخفايا الأشياء وأسرارها ولطائفها وألغازها، فهو الخُبر، ولم يذكر ” الخُبر ” إلا في سورة الكهف، لأنها سورة العلم بالمغيبات بإذن الله وسورة كشف خبايا الأمور وأسرارها ودقائقها، فنبي الله موسى عليه السلام.

سيرى من الخضر أشياء وأفعالا، لن يعرف حقيقتها، ولن يعرف خفاياها، ولهذا سينكرها ” وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا ” وذو القرنين سيقوم بأعمال قد يجهلها كثيرون، وما في ضميره وقلبه ونيته مجهول من قبل الناس، لكن الله تعالي محيط به، وعالم به، ومطلع عليه، والفائدة الثانية هي الفرق بين “اسطاعوا وبين استطاعوا” حيث قال الله تعالى ” فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ” وقال ابن عاشور واسطاعوا تخفيف استطاعوا والجمع بينهما تفنن في فصاحة الكلام كراهية إعادة الكلمة، وكما ذكرت المصادر الكثير عن الإعجاز العلمي في قصة ذي القرنين، وخاصة في مادة بناء السد، وتقول المصادر بأنه حصلت المهندسة المصرية ليلى عبد المنعم على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الحكومة السويدية لإبتكارها خرسانة مسلحة لا تؤثر فيها الزلازل.

أو حتى صواريخ توماهوك، وهو ما اعتبر فتحا كبيرا في مجال حماية المنشآت الإقتصادية والسياسية الحساسة وقت الحروب والكوارث الطبيعية، وصرحت الباحثة أنها إستفادت من آيات سورة الكهف التي تحكي قصة ذي القرنين ” أتوني زبر الحديد حتي إذا ساوي بين الصدفين قال انفخوا حتي إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ” فذو القرنين وضع الحديد على الحجارة التي يبني بها وجعل بينهما الحطب والفحم حتى إذا ساوى بين جانبي الجبل قال انفخوا حتى إذا جعل الحديد كالنار أفرغ النحاس المذاب على الحديد المحمّى فصار شيئا واحدا فما اسطاعوا أن يظهروه لإرتفاعه وملاسته، وما استطاعوا له نقبا أي خرقا لصلابته وسماكته، وهذه القاعدة القرآنية كما تقول الباحثة لا توجد في أي مباني في العالم حتى في الأهرامات المصرية.

لأن الخرسانة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم لا يقدر على ثقبها أو نقبها إلا الله، وإبتكارها يقدم تركيبا من حوائط البيتومين مع الحديد المنصهر ويتم إستخدام الأسفلت مع الحديد بدلا من الأسمنت، ثم تدعم به المنشآت التي يراد حمايتها من الزلازل أو الصواريخ.

شارك مع اصدقائك

عن محمد البحيري

شاهد أيضاً

خطوات تنمية العقل والفكر

500 185   بقلم / محمـــد الدكـــروري أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك …