الفوائد والآثار للصدق
.فرحه الباروكي
17 أكتوبر، 2025
الدين والدنيا
عدد المشاهدات 5371 115
بقلم محمد الدكروري
الحمد لله القائل في كتابه “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” والصلاة والسلام على رسوله القائل ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ” ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الكذب وعن أضراره علي الفرد وعلي المجتمع،
ولقد ذكر أهل العلم العديد من الفوائد والآثار للصدق، كسلامة المعتقد، وحب الصالحين والبحث عنهم،
فيضيق الصادق بصحبة أهل الغفلة، ولا يصبر على مخالطتهم إلا البقدر الذي ينشر الخير بينهم فيه، ومن فضل الصدق في السنة النبوية الشريغة أنها إحتوت على العديد من من الأحاديث التي تتحدث عن فضل الصدق، روى أبو سفيان رحمه الله تعالى، فقال ” إن هرقل قال له سألتك ماذا يأمركم ؟
فزعمت أنه أمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانه، قال وهذه صفة نبي ” وفي هذا تشريف للصدق وأهله، فقد كان الصدق من أول صفات الأنبياء، كما شهد الله تعالى بذلك في الكثير من الآيات في القرآن الكريم، وروى الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال ” دع ما يريبك إلي ما لا يريبك
فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ” ففي ذلك توجيه نبويّ مباشر إلى أن الامتثال بخُلق الصدق سبب مباشر لطمأنينة القلب، والبعد عن القلق والتوتر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أحب الحديث إلي أصدقه “
والحثّ على الصدق في السنة النبوية في كتب الأحاديث تعددت الروايات التي تحث المسلم على التخلّق بخلق الصدق،
ومن الأمور التي تعين العبد على ذلك أن يحرص على تقوية إيمانه، وأن يسأل الله تعالى أن يحسن أخلاقه.
ويرزقه الاستقامة على الطاعات والعبادات، وأربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة، وصدق حديث، وحُسن خليقة، وعفّة في طعمة ” وقيل
أن في حصة العلوم وبعد إنتهاء المعلم من شرح الدرس، أعطى الطلاب واجبا بيتيا وطلب منهم أن يقوموا بالإجابه عليه في دفتر الواجبات،
لكن سامح لم ينتبه إلى طلب المعلم للواجب لأنه كان مشغولا بالحديث مع زميله الذي يجلس إلى جواره،
وفي صبيحة اليوم التالي عندما عاد الطلاب على المدرسة، كان سامح يقف في الطابور المخصص لصفه فسمع أحد الزملاء يتحدث عن الواجب البيتي الذي كلفهم معلم العلوم به، فأدرك سامح أن حل الواجب قد فاته، فأخذ يفكر في طريقة مناسبة يكذب بها على المعلم كي ينجو من العقاب لأنه لم يقم بحلّ الواجب، فدخل معلم العلوم إلى الصف، وسأل عن الواجب.
فإعتذر سامح للمعلم عن الواجب وقال له إنه قد حل الواجب على أكمل وجه لكنه للأسف نسي دفتر الواجبات في المنزل، فسامحه المعلم، وشعر سامح بالراحة الكبيرة لأن كذبته قد مرّت على معلمه، وبعد هذا طلب المعلم من سامح أن يقرأ عنوان الدرس الجديد، وعندما همّ سامح بإخراج كتاب العلوم من حقيبته المدرسية، وقعت الحقيبة وإنهمرت كل الكتب والدفاتر منها، وكان من بينها دفتر الواجب عرف المعلم أن سامح لم ينسى دفتر الواجب وأنه لم يقم بحله، فوبّخه المعلم توبيخا كبيرا أمام الطلاب على كذبه أولا، وعلى عدم قيامه بأداء الواجب ثانيا، وشعر سامح بالحرج الكبير أمام زملائه وندم على الكذب، ووعد المعلم أن يقول الصدق دوما،
فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.