الهدف الرئيسي من إحداث الموالد 

 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا

ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا

وأشهد أن لا اله الا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

“يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون” ،”

يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا

ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام انه كان عليكم رقيب” ،

” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم

ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما” ثم أما بعد إن أمة الإسلام مضت قرونها الثلاثة الأولى

لم تعرف هذه البدعة، ولا احتفل فيها بها، وهي القرون التي زكاها النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم.

 

وأخبر أن الخلاف والبدع تكون بعدها، وهذا من علامات نبوته، إذ وقع ذلك كما أخبر به عليه الصلاة والسلام ففي القرن الرابع الهجري ظهر بنو عبيد، المتسمون زورا بالفاطميين، إنتسابا إلى السيدة فاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسـلام ورضي الله عنها وأرضاها، ومن ثم خرجوا على الخلافة العباسية، وأقاموا الدولة الفاطمية في مصر والشام، ولم يرتضي المسلمون في مصر والشام سيرتهم في الحكم، وطريقتهم في إدارة شؤون الناس، فخاف بنو عبيد من ثورة الناس عليهم، فحاولوا إستمالة قلوبهم، وكسب عواطفهم بإحداث الإحتفالات البدعية، فإخترع حاكمهم آنذاك المعز لدين الله العبيدي مولد النبي صلى الله عليه وسلم وموالد لفاطمة وعلي والحسن والحسين ولجماعة من سلالة آل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم، وتتابعت في دولتهم إحتفالات أخرى اخترعوها.

 

لم تكن من قبل في الإسلام، كالإحتفال بالهجرة، ورأس السنة الهجرية، وليلة الإسراء والمعراج، وغيرها كثير، وظلت هذه الموالد عند بني عبيد في مصر وبعض الشام، إلى أن إنتهت دولتهم، وورثها من كانوا بعدهم، ولا يعرفها بقية المسلمين في شتى البقاع، بل أنكروها ولم يقبلوها تكملة القرن الرابع، وطيلة القرن الخامس والسادس، إذ إنتقلت عدوى هذه الإحتفالات في أوائل القرن السابع من مصر إلى أهل إربل في العراق، ونقلها شيخ صوفي يدعى الملا عمر، وأقنع بها ملك إربل في العراق أبا سعيد كوكبري، ثم إنتشرت بعد ذلك في سائر بلدان المسلمين، بسبب الجهل والتقليد الأعمى، حتى وصلت إلى ما تشاهدونه في العصر الحاضر، إذن كان الهدف الرئيسي من إحداث الموالد هو هدفا سياسيا لتثبيت حكم بني عبيد، ولم يكن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ولا لمحبة آل بيته فيه أي نصيب، وهذا الحكم يتبين بمعرفة حقيقة دولة بني عبيد، والإطلاع على شيء من سيرة المعز العبيدي الذي أحدث هذه الموالد، فأما بنو عبيد فهم من ذرية عبد الله بن ميمون القداح المعروف بالكفر والنفاق والضلال، والمشهور بعداوته لأهل الإيمان، ومعاونته لأهل الكفر والعدوان، ومن ذريته كان حكام بني عبيد، الذين ظهروا في مصر في القرن الرابع الهجري وما بعده، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم ” وهؤلاء القوم تشهد عليهم الأمة وأئمتها أنهم كانوا ملحدين زنادقة، يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وجمهور الأمة تطعن في نسبهم، ويذكرون أنهم من أولاد اليهود أو المجوس، وهم يدّعون علم الباطن، الذي مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعندهم لا جنة ولا نار ولا بعث ولا نشور، ويستهينون باسم الله ورسوله، حتى يكتب أحدهم الله في أسفل نعله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا”

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

“البحيري”: متحدثا عن (مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم) برئاسة قطاع الأمن المركزي

عدد المشاهدات 5371 86 كتب: رضا الحصري نظمت رئاسة قطاع الأمن المركزي، ندوة بعنوان: (مولد …