صدى – مصر من مصر لكل العالم
بقلم عصران الراوي
مع قرب انتخابات مجلس النواب وإعلان القوائم النهائية يعود الجدل إلى الشارع حول طبيعة المشهد الانتخابي
وعدالة الفرص ودور المال السياسي والأحزاب في اختيار المرشحين البعض يرى أن القوائم المغلقة أضعفت الكفاءات والبعض الآخر يعتبرها
خطوة لضبط المشهد واستقرار الوطن الحقيقة واحدة الوعي الانتخابي صار اختبارًا حقيقيًا
والمواطن مسؤول أن يقرأ المشهد بعقل متزن بعيدًا عن الغضب أو المجاملة
الانتخابات ليست مجرد سباق على المقاعد إنها امتحان للوطن والمواطن صوتك ليس مجاملة لصديق أو استجابة لضغط عائلي أو قبلي بل أمانة تحدد مصير مصر العصبية والانحياز للقبيلة أو العائلة على حساب الكفاءة تهدد العملية الانتخابية ويجب رفضها جميعًا الوطن أكبر من الأسماء والانتماءات الضيقة
المرشح البرلماني الحقيقي يعرف أن البرلمان ليس منصة للوجاهة أو النفوذ بل ساحة لخدمة الناس العضوية مسؤولية ثقيلة تتطلب وعيًا بالقضايا العامة وقدرة على التشريع والمساءلة والتزامًا بأن يكون صوت المواطن هو المسموع لا صوت المصالح الشخصية أو المال النائب الحقيقي يعبر عن الناس ويصون مصالحهم بالحق لا بالنفوذ
مؤسسات الدولة يجب أن تبقى حيادية نزاهة العملية الانتخابية جزء من كرامة الدولة واستقرارها الدولة القوية تدير العملية النزيهة لا تفرض النتائج
أما من لم يُدرجوا في القوائم أو لم يوفقوا في الترشح فدورهم لا ينتهي بل يبدأ منه هم من يمتلكون الخبرة والوعي ويمكنهم المساهمة في بناء الوعي ومراقبة الأداء العام الوطن لا يبنى فقط بمن يعمل تحت القبة بل بكل من يعمل بإخلاص في موقعه ويواجه فسادًا بالكلمة والموقف
أما من يدعو لمقاطعة الانتخابات بحجة القوائم المغلقة فالغياب لا يصلح بل يترك الساحة لمن لا يستحقها المشاركة الواعية حتى الرمزية فعل أمل وإصلاح
نحتاج ثقافة انتخابية جديدة تعلم الأجيال أن الوطن يُبنى بالوعي والاختيار لا بالعصبية أو المال نخبتنا وقادة الرأي مسؤولون عن صناعة وعي سياسي حقيقي الوطن يحتاج برلمانًا قويًا بالناس لا بالأسماء ومشاركة حقيقية ونزاهة تُصان بالوعي لا بالمراقبة
الانتخابات ليست نهاية الطريق بل بدايته نحو وعي أعمق ومواطنة أنضج ومستقبل يُصنع بالحق
لا بالصوت المرتفع
