تداعيات أمنية وإنسانية كبيرة واحتمالات توسع نطاقات الصراع لتطال دولا أخرى

 

كتب/ أيمن بحر

مع تواصل التصعيد بين إسرائيل وحماس وما ينطوى عليه من تداعيات أمنية وإنسانية كبيرة واحتمالات توسع نطاقات الصراع لتطال دولا أخرى جاءت تصريحات المرشد الإيرانى على خامنئى الثلاثاء التى شدد خلالها على أن بلاده يجب أن ترد على ما يحدث فى غزة لتزيد من مخاوف اتساع رقعة الحرب وفق مراقبين.

 

 

ونقل التلفزيون الرسمى الإيرانى عن خامنئى قوله :لن يتمكن أحد من إيقاف المسلمين حول العالم وقوى المقاومة إذا استمرت جرائم إسرائيل فى غزة.

 

وأضاف: يجب أن نرد، يجب أن نرد على ما يحدث فى غزة داعيا إلى وقف القصف فورا ومشددا على أنه يتعين محاكمة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم.

وكانت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية ذكرت الأحد أن إيران حذرت إسرائيل من التصعيد إذا لم توقف الاعتداءات على الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان: إذا لم تتوقف الاعتداءات فأيدى جميع الأطراف فى المنطقة على الزناد.

فيما قال رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى تساحى هنغبى الثلاثاء :إذا تدخل أعداؤنا ووجهوا ضربات على خلفية الحرب على غزة فإن الولايات المتحدة ستتدخل.

وتحصل إسرائيل فعليا على دعم سياسي وعسكرى كبير من الولايات المتحدة منذ بدء هجمات حماس قبل أكثر من 10 أيام بينما لم يوضح المسؤول قصده من تعبير التدخل الأميركى.

ويستبعد خبراء أن تدخل إيران مباشرة فى الصراع وأن هذه التصريحات هى من باب تسجيل موقف فقط ولا يمكن ترجمتها عمليا بالنظر لتفاوت موازين القوى العسكرية واختلالها لصالح إسرائيل والولايات المتحدة.

محذرين من أن محاولات طهران لتوظيف ما يحصل فى غزة لصالحها وتحريكها لحزب الله والقوى الموالية له ودفعها للتدخل فى الصراع سينعكس تسعيرا للأزمة وتفجيرا لحرب إقليمية واسعة لن تكون إيران نفسها بمنأى عن نيرانها.

يقول أستاذ العلاقات السياسية إحسان الشمري: طهران تمضى فى توظيف القضية الفلسطينية في إطار الضغوط المتبادلة بينها وبين واشنطن وتصريحات خامنئي هى غالبا محاولة منها لرفع الحرج عنها كونها لم تتدخل لصالح حماس بعد، لكن الأمر قد ينزلق لانخراط مباشر أو شبه مباشر بدلالة ما يقوم به حزب الله من هجمات متقطعة ضد إسرائيل وقد تتورط فصائل عراقية كذلك فى الصراع.
لكن التدخل الإيرانى الصريح والمباشر فى الصراع لن يحدث غالبا إلا فى حال إستهداف الأراضى الإيرانية وطهران حريصة على عدم التورط المباشر والمضى فى خوض الحملة بالإنابة عبر القوى الدائرة فى فلكها فى لبنان وفلسطين خاصة وهكذا فدخولها الحرب لن يكون إلا بعد تعرضها لهجوم إسرائيلى.
من جهته يقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية رائد العزاوى.لا شك أن إيران تحاول الحصول على مكاسب مما يحدث حيث أن ما حصل فى 7 أكتوبر يصب فى صالح طهران وسعيها لخلخلة الأوضاع الإقليمية، وهي توظف أذرعها بالمنطقة فى مثل هذه الأزمات وحماس نفسها هى بشكل أو بآخر جزء من هذه الأجندة الإيرانية.
صحيح أن طهران ترفع شعارات كبيرة حول تحرير القدس وفلسطين لكنها فى الواقع مجرد دعاية تمارسها لتمرير مآربها وهى باتت مكشوفة أمام الفلسطينين والعرب عامة، وأن هذه الشعارات لا تغطى على سعيها للتمدد فى المنطقة العربية.
بل أن تدخلاتها وسياساتها هذه تصب فى المحصلة فى صالح إسرائيل والولايات المتحدة وتضر القضية الفلسطينية وتسىء لها.
إيران لن تتدخل مباشرة كونها تعرف أن توازن القوى ليس فى صالحها بتاتا وقد تم إبلاغها صراحة من قبل الغرب أن أى تورط لها فى الصراع سيتبعه رد فعل مزلزل لكنها عبر الأذرع والقوى الموالية لها قادرة على إلحاق الأذى بالجانب الآخر.ولهذا فهى تسعى لاستثمار ما يحصل لفتح أبواب التفاوض مع واشنطن مجددا، حول ملفها النووى ومختلف الملفات العالقة بينها وبين الغرب.
بدوره يقول الأكاديمى وأستاذ العلاقات الدولية غازى حسين:كالعادة إيران تتحرك عبر أدواتها فى حزب الله بلبنان وحماس وفصائل موالية لها فى العراق وغيرها لكن هذه المرة قد تنفلت الأمور وتصل لحد الاشتباك المباشر بينها وبين الغرب سيما فى ظل إشارات الاتهام لطهران بالوقوف وراء أحداث غزة التي تطلقها دوائر القرار الغربية.
ولهذا فقد يأتى التحرك عبر حزب الله لشن هجمات تصاعدية شمال إسرائيل وهو ما يقود لاتساع نطاق المواجهة، ويقحم لبنان مع الأسف فى أتون حرب مدمرة لكن قد تصل نيران الحرب لإيران نفسها فى ظل تعزيز التواجد العسكرى الأميركى فى المنطقة لحماية إسرائيل مع الإعلان عن خطط نشر 2000 جندي أميركى ووصول حاملتي الطائرات دوايت أيزنهاور وجيرالد فورد للمتوسط، علاوة على وجود أكثر من 45 قاعدة عسكرية أميركية منتشرة فى الشرق الأوسط.

شارك مع اصدقائك

عن .فرحه الباروكي

شاهد أيضاً

إسرائيل تُعلن استعدادها لإرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة «في أي وقت» لبحث صفقة تبادل ووقف إطلاق النار

عدد المشاهدات 5371 67   كتبت علياء الهواري    في ظل تصاعد الجهود الإقليمية والدولية …