دكتور علاء شوالي يكتب ازمه يمامه
محمد البحيري
19 يوليو، 2025
مقالات
عدد المشاهدات 5371 31
بقلم دكتور علاء حمدي شوالي
ـ مشكلة دكتور يمامة ـ رئيس حزب الوفد الجديد.. جدًا ـ أنه لا يعرف تاريخ الحزب القديم،
ولا لازماته السياسية او التنافسية ومناسباتها، ولا متى يستدعيها ليقولها، ولا كيف يقولها ان استدعاها فى بيئة اجتماعية تختلف عن مناسبتها وبيئتها الاصلية.
ـ الاهم ان الرجل لا يسعى للمعرفة، سواء بالقراءة او بمتابعة قدامى الوفديين وتلاميذهم
من الاجيال الشابة،
الذين ابعدهم يمامة، ومن سبقوه، عن المشهد الوفدى لحساب المُسَرَّحِين من الحزب الوطنى المنحل، او جماعات الإسلام السياسى، او باراشوتات المال من تجار آثار أو سلاح،
وما غير ذلك.. والله حليم ستّار!
ـ ففى نهاية لقائه التلفزيونى امس الخميس 17 يوليو 2025، بعد أن انهى مقدم البرنامج اللقاء، استأذنه الدكتور فى الاعلان عن اكتشافه المذهل، فقال ـ وهو يقرأ من أوراق امامه ـ إن “الوفد” مذكور فى القرآن الكريم، بدليل: (يوم نحشر “المؤمنين” إلى الرحمن وفدًا).!
ليقع الرحل فى خطأين كارثيين:
1. خطأ فى النص القرآنى الصحيح: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا﴾ ـ مريم ـ 85.
2. خطأ عدم إلمامه بالتراث السياسى الوطنى المصرى واصل القصة، التى إدَّعى الدكتور انه اكتشفها، رغم أنها بدأت سنة 1946، كما ذكر المؤرخون وفى مقدمتهم استاذى الكبير الجليل المستشار “طارق البشرى” غفر الله تعالى له، كالآتى:
ـ فى وزارة “اسماعيل صدقى باشا” ـ فبراير 1946 – ديسمبر 1946 ـ وهى وزارة أقلية تشكلت بعد استقالة وزارة “النقراشى باشا” عقب أحداث مظاهرات كوبرى عباس 9 فبراير 1946 ـ قرر “صدقى” ـ المعروف لدى القوى الوطنية بـ “عدو الشعب” ـ قرر إستثمار القوة الشعبية الضاغطة لجماعة الإخوان، لمواجهة شباب الوفد والاشتراكيين والعمال والتيارات السياسية الاخرى، التى شاركت جميعها فى مظاهرات 11,10,9 فبراير 1946، ولم يشارك فيها شباب الجماعة، التى تنتهج فكرة العمل المنفرد.
ـ زار صدقى مقر الارشاد قبل حلف يمين تولى الوزارة يوم 15 فبراير 1946، وطلب دعم الجماعة ووعدهم ان يحقق لهم ما هو اكبر من احلامهم.
فكافأته الجماعة فى 17 فبراير وعقد شبابها مؤتمرًا شعبيًا حاشدًا بجامعة فؤاد الاول ـ جامعة القاهرة فيما بعد ـ لتأييد صدقى، افتتحه “مصطفى مؤمن” ـ زعيم شباب الإخوان بالجامعة آنذاك ـ بالآية الكريمة:
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾…. {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}،
واطلق على “اسماعيل صدقى” لقب: “إِسْمَاعِيلَ صَادِقَ الْوَعْدِ” واصبح اللقب والآية الكريمة هما هتافات شباب الجماعة فى المظاهرات المؤيدة لصدقى.
ـ وفَى صدقى بوعده، وأطلق للجماعة حرية العمل التنظيمى فى الشارع، فانطلقوا يخاطبون العامة لاقناعهم بالانضمام للجماعة الربانية، تيمُنًا بالآيتين الكريمتين:
﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا﴾ ـ آل عمران 103
﴿وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٍۢ مُّتَقَٰبِلِينَ﴾ ـ الحجر 47
ـ هنا رد الوفديون على الاخوان بالمثل فقالوا:
أما نحن فنتيمَّن بما جاء فى كتاب الله: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا﴾ مريم 85
ـ واستمرت المنافسة حتى مجزرة مظاهرات بورسعيد فى 6 يوليو 1946 التى سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى إثر اعتداءات الاحتلال البريطانى، وتصادم شباب الإخوان مع شباب الوفد والتيارات التقدمية، بتوظيف أمنى رتبته حكومة صدقى لتقسيم الصف الوطنى، لتدرك الجماعة متأخرًا، كعادتها، أن صدقى سعى إلى احتوائهم لا تمكينهم، وأنهم مجرد أداة مؤقتة، فقرروا سحب ما منحوه له من صفات قرآنية!
ـ الشاهد، لا الوفد ولا الإخوان إدعى احدهم وقتها انه مذكور فى القرآن الكريم كما فعل دكتور يمامة ﴿ابتغاء تأويله﴾، وانما قالوا ما قالوا من باب التيمُن، فى بيئة ثقافية يبدو انها كانت أكثر نُضجًا، سواء القائل او المستمع، ففهمت المعنى المقصود دون اتهامات، ولا طلبات استتابة اطلقها شيوخ ‘التريند” اصحاب فتاوى تحريم تربية القطط فى المنازل، المتخصصون فى تفصيل الأحاديث المكذوبة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم.