بقلم: أشرف ماهر ضلع
يوم للتذكير لا للاحتفال
يأتي الحادي والعشرون من سبتمبر كل عام ليذكر البشرية بأنها خُلقت لتعمير الأرض لا لتدميرها،
ولتزرع بذور الرحمة لا نيران الكراهية. فقد أقرّت الأمم المتحدة هذا اليوم العالمي للسلام
ليكون رسالة للعالم كله بأن العدل والتسامح والمحبة هي السبيل إلى حياة كريمة،
وأن السلام لا يُبنى بالشعارات، بل بالمواقف الصادقة.
السلام.. قيمة تبدأ من الإنسان
إن السلام ليس مجرد حمامة بيضاء تُرفع في مؤتمرات دولية،بل هو حياة متكاملة.
يبدأ من قلب الإنسان حين يطهّره من الحقد والحسد، ثم يمتد إلى المجتمع الذي تسوده قيم التعاون،
ليعبر في النهاية إلى العالم حيث تذوب الفوارق وتلتقي القلوب على العيش المشترك.
مفارقة العصر: شعارات السلام ودماء غزة
وبينما يرفع العالم اليوم شعار السلام، يصرخ الواقع بمشهد مؤلم: غزة الجريحة تنزف دمًا، أطفالها يُقتلون تحت الركام، ونساؤها يُهجّرن قسرًا، وأرواح الأبرياء تُزهق بلا ذنب. أي سلام هذا الذي يتحدثون عنه والإنسانية تُغتال في وضح النهار؟
دعاء من أجل غزة
في هذا اليوم، نرفع أكفّنا إلى السماء:
اللهم أنزل سلامك على غزة وأهلها، اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا، وارفع عنهم البلاء، وأبدل خوفهم أمنًا، وحزنهم فرحًا، وضعفهم قوة. اللهم اجعل السلام الحقيقي يُشرق من فلسطين لتُضيء أنواره العالم أجمع.
السلام الحق ليس كلمات تُقال ولا معاهدات تُوقّع، بل هو عدل يُقام، وحق يُعاد، وكرامة تُصان. وإن كان العالم قد جعل للسلام يومًا واحدًا، فإن غزة تُذكّر العالم كل يوم بأن السلام يبدأ من إنصاف المظلومين، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.