التأثيرات الإقتصادية والبيئية للحروب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا،

ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله،

أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد،

ذكرت المصادر الكثير عن البلاد التي يوجد فيها صراعات أن هناك مزيدا من الأطفال مدفونين

تحت أنقاض المباني المدمرة في جميع أنحاء البلاد،

إلى ذلك، تشمل التأثيرات الإقتصاد والبيئة، كتدمير البنية التحتية في الغارات

التي تستهدف الطرق والجسور والكهرباء بحيث تؤثر في الحياة اليومية للمواطنين وقد تستغرق إعادة بناء هذه المرافق سنوات.

مما يعرقل التنمية الاقتصادية، وإلى تراجع إقتصادي حاد،

كما أن إعادة البناء تتطلب إستثمارات كبيرة، وغالبا ما يؤدي الدمار إلى هرب رؤوس الأموال والمستثمرين،

إضافة إلى السلبيات التي تنعكس على الإنتاج المحلي والتجارة الدولية،

كما تتسبب الحروب في أضرار بيئية جسيمة مثل تلوث المياه والهواء وحرائق الغابات وتدمير الأراضي الزراعية،

كما حصل في الجنوب اللبناني خلال الحرب الحالية المندلعة منذ أكتوبر تشرين الأول من عام ألفان وثلاثة وعشرين بين حزب الله وإسرائيل،

إذ كشف وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن، كما ذكرت المصادر ومنذ يونيو حزيران الماضي،

عن أن هناك نحو ألفان وربعمائة دونم والدونم يعادل كيلو متر مربع، إحترقت بصورة كاملة، وستة ألاف وخمسمائة دونم إحترقت بصورة جزئية.

مشيرا إلى أن وزارته ستقدم شكوى جديدة ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي

تتعلق بتعرض لبنان لقصف بالفوسفور المحرم دوليا،

هذا الأمر يؤدي إلى تدهور في نوعية الحياة ويعطل الزراعة،

التي هي مصدر الرزق الرئيسي لكثير من السكان، ومن الأضرار الجانبية أيضا التأثيرات الإجتماعية والسياسية،

إذ تؤدي الحروب إلى تفكك في النسيج الإجتماعي، وغالبا إلى خلق شروخ في المجتمعات، ويؤدي فقدان الثقة بين المجموعات المختلفة إلى نزاعات طويلة الأمد، وقد يظهر هذا في صورة نزاعات طائفية أو عرقية، أضف إلى ذلك زيادة الجريمة والفوضى في المجتمعات، وقد تنهار سيادة القانون، مما يؤدي إلى إنتشار الجريمة والإضطرابات الإجتماعية، ولا غنى عن القول إن ذلك يخلق إنعدام الثقة في الحكومات، فالحكومات التي تفشل في حماية مواطنيها.

أو في تقديم المساعدة اللازمة بعد الحروب تواجه تراجعا في ثقة الجمهور، مما قد يؤدي إلى عدم إستقرار سياسي طويل الأمد، وأمثلة من الحروب الحديثة هي الحرب في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان، وهذه الحروب أدت إلى دمار هائل للبنية التحتية المدنية، إضافة إلى خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، ذلك أن إستخدام الأسلحة الثقيلة والقصف العشوائي في المدن المكتظة بالسكان كان له تأثير مدمر في المدنيين، وكذلك الحرب في اليمن التي تسببت في أزمة إنسانية واسعة النطاق، إذ أدى الحصار والهجمات الجوية إلى تدمير المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس وزيادة معدلات الفقر والمجاعة، والصراع في غزة، إذ أسفرت الحروب المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وحماس تحديدا، عن خسائر كبيرة بين المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وتدهور إقتصادي حاد في القطاع.

شارك مع اصدقائك

عن .فرحه الباروكي

شاهد أيضاً

المصالح اولا وقبل اى شيئ

عدد المشاهدات 5371 51     كتب : احمد سلامة   فى الوقت الذى يحتاج …