متابعـة ياسمــين يســري
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف ،اليوم الأربعاء، بمقر مشيخة الأزهر، وفد الكلية الملكية لدراساتالدفاع البريطاني، برئاسة اللواء ستيفين ديكين، ملحق وزارة الدفاع البريطانية، وممثلين لإحدى عشْرة دولة، لتبادل الرؤى والخبرات فيمجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد في رحاب الأزهر الشريف، تلك المؤسسة التي جاوزت الألف عام، والتي تعد واحدة من أقدم الجامعاتالعالمية التي حملت على عاتقها نشر رسالة السلام والأخوة بين الجميع على مدار تاريخها العريق، ويتآخى فيها الطلاب المصريون معأقرانهم من الطلاب الوافدين من أكثر من 100 دولة، مؤكدًا أنَّ ثقافة الأزهر على مر العصور تقوم على تنشئة طلابه على مناقشة الرأيوالرأي الآخر، واحترام الثقافات المتعددة والمختلفة.
وصرح فضيلة الإمام الأكبر: «أنا ممن يعتقدون بأن الإرهاب ظاهرة سياسية وليست دينية، فالإرهاب صنعته بعض الأنظمة السياسيةالغربية وصدرته للعالم، وألصقته باليهودية والمسيحية والإسلام لتحقيق مكاسب وأجندات بالغة التعقيد»، مؤكدًا أنَّ الأزهر استجاب للواقعالمعاصر بأفكار رائدة بدءًا من تضمين مناهجه لموضوعات تكافح التطرف والتكفير، وتوضيح مفهوم دار الإسلام ودار الحرب، وعلاقة المسلمينمع غيرهم والتعصب والكراهية، وغيرها من الموضوعات والقضايا التي تقوم الجماعات المتطرفة باستغلالها وإساءة تفسيرها، وتحصين طلابهفي سن مبكرة بمنهج علمي يسهل من خلاله تحصينهم فكريًّا وتمكينهم من تفنيد أفكار هذه الجماعات.
كما أشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر أيقن ضرورة تلاحم القيادات الدينية لمكافحة الفكر المتطرف؛ خاصة بعد الاعتداء على كنيسةالقديسين، فأنشأ بيت العائلة المصرية، ووضع منهجية فكرية للتعامل مع المشكلات المجتمعية التي تمس علاقة المسلمين والمسيحيين، وتبعهذا المشروع خطوات عالمية ممثلة في الانفتاح على المؤسسات الدينية في الشرق والغرب كمجلس كنائس الشرق الأوسط، وكنيسة كانتربريفي إنجلترا، ومجلس الكنائس العالمي في سويسرا، وتوجت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية العالمية مع البابا فرنسيس، باباالفاتيكان، بهدف نشر ثقافة السلام والأخوة، والتصدي لكل أشكال التعصب والكراهية بين أتباع العقائد المختلفة.