أغلقوا التيك توك.. لأنه خطر على المجتمع


بقلم/ اسامة عبدالخالق

أغلقوا التيك توك.. لأنه خطر على المجتمع ويجمع الراقصة والبلطجي

في زمنٍ تسلل فيه الخطر إلى كل بيتٍ من خلال شاشة صغيرة، صار من الضروري أن نُطلق ناقوس الخطر ونرفع الصوت عاليًا: أغلقوا التيك توك. هذا التطبيق الذي بدأ كمنصة ترفيهية للشباب، تحول سريعًا إلى ساحة مفتوحة لانهيار القيم، وملتقى لكل ما هو شاذ وسلبي، حيث أصبح “الراقصة والبلطجي” نجمين في سماء الفساد الاجتماعي، يوجهان الشباب نحو الانحدار بدلًا من الإبداع.

منصة تروّج للابتذال والانفلات

لم يعد التيك توك مجرد وسيلة للتعبير عن الرأي أو نشر المحتوى الإيجابي، بل أصبح مسرحًا مفتوحًا للرقص المبتذل، والعنف اللفظي، وعروض البلطجة التي تُبث على مدار الساعة دون رقابة حقيقية. فتيات في عمر الزهور يتسابقن في استعراض الأجساد بدعوى الشهرة، وشباب يستعرضون السلاح الأبيض والتعدي على الآخرين لجلب “اللايكات”.

تشويه صورة القدوة

في الوقت الذي تسعى فيه الأسر والمجتمعات إلى تربية أجيال واعية، يأتي التيك توك ليفرض نماذج جديدة للنجومية، تقوم على الابتذال وخرق القانون. لم تعد القدوة طبيبًا أو عالمًا أو معلمًا، بل أصبحت راقصة تُثير الجدل، أو بلطجي يُهدد ويتوعد على الهواء، ليصبحا رمزين للشهرة والربح السريع.

انهيار القيم الأخلاقية

ما يحدث على التيك توك ليس مجرد “ترفيه”، بل هو غسيل دماغ جماعي يُعيد تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع، خاصة فئة الشباب والمراهقين. المنصة تُمهد الطريق لانهيار منظومة القيم، فتستبدل الحياء بالوقاحة، والجدية بالاستهزاء، والطموح بالتحايل، والإبداع بالإباحية اللفظية والحركية.

منصة تُمكّن من الجريمة وليس الإبداع

لقد تحولت التيك توك إلى أداة تحريض وتطبيع للجريمة، حيث أصبحت مقاطع العنف والسُباب والبلطجة من أكثر الفيديوهات تداولًا، بل ويتم التربح منها، في ظل غياب رقابة فعلية أو مساءلة قانونية فعالة. والأسوأ أن هناك من يرى في هذه الأفعال “بطولة” تستحق المتابعة، بل والتقليد.

المطلوب الآن: حظر عاجل ومحاسبة صارمة

إن الوضع أصبح يهدد الأمن المجتمعي والنفسي والتربوي، ولا بد من وقفة حازمة من الدولة والمجتمع:

  • حظر التطبيق أو تقييده بشكل صارم.
  • سنّ تشريعات فورية لمحاكمة من يستخدم المنصة في نشر الرذيلة أو التحريض على العنف.
  • دعم المنصات البديلة التي تعزز الهوية والقيم.
  • إطلاق حملات توعية مجتمعية حول خطورة هذا النوع من المحتوى على مستقبل الشباب.

ليس من المبالغة أن نقول: “التيك توك قنبلة موقوتة في يد كل طفل وشاب”، وإن لم نتحرك الآن لحمايتهم، سنجني بعد سنوات مجتمعًا هشًّا، مشوه الأخلاق، فاقد الانتماء.
أغلقوا التيك توك قبل أن يغلق علينا أبواب االمستقبل

شارك مع اصدقائك

عن اسامه عبد الخالق

شاهد أيضاً

أمراض القلب وانسداد الشرايين وخطورتها علي حياة الإنسان

500 89 بقلم: رضا الحصري هناك من أمراض القلب وانسداد الشرايين ما هو أخطر المشكلات …