بدائع صنع الله المنتشرة حول الإنسان

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين مصرف الأمور، ومقدر المقدور “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ”

أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور،

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور،

أما بعد إنه ينبغي علينا أيها المسلمون الموحدون أن نستقبل صنع الله بما يليق من التكريم والحفاوة والإحتفال،

لا بالإستهانة والغفلة والإهمال، وقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن موقف الشريعة الإسلامية

من النبات ومن كثرة ذكره في القرآن الكريم، وإن هذا النبات الذي قد لا نلتفت إليه إلا مرة أو مرات قليلة.

 

هو معرض لآيات الله وصنعته، حيث قال تعالى ” إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ” وكما قال تعالي ” إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ”

وبهذه الطريقة يجدد القرآن أحاسيس البشر بالمناظر والمشاهد العديدة في الكون والنفوس،

وإنك في كل مرة تنظر إلى النبات تجد آية على بديع صنع الله عز وجل، وإن النبات بكل مفرداته يسجد لله،

ويسبح بحمده، كما يسجد ويسبح كل خلق الله، قال تعالى ” والنجم والشجر يسجدان ” والتعبير بالفعل المضارع يوحي بإستمرار عملية السجود،

فكل شيء في هذا الكون عابد وخاضع وساجد لله تعالي، وإن النبات يسبح ويسجد بطريقة لا ندركها،

وإن النبات ليس مجرد مصدر غذائي، وإنما بالإضافة إلى ذلك هو متعة روحية، وكما أن فيه آية التلقيح وآية خروج الثمرة، وآية إستواء الثمرة ونضجها، وآية طعمها، وكم منا التفت إلى هذه المعاني.

 

وهو يأكل الحبوب أو الفواكه بمختلف أنواعها؟ وبمثل هذا يبقى القرآن جديدا أبدا، لأنه يجدد أحاسيس البشر بالمناظر والمشاهد في الكون والنفس، وإن القرآن يربط بين القلب ومشاهد الكون، وينبه الأحاسيس الجامدة والقلوب المغلقة إلى بدائع صنع الله المنتشرة حول الإنسان في كل مكان؛ كي ينظر إلى الكون الحي بقلب حي، يشاهد الله في بدائع صُنْعهن ويشعر به كلما وقعت عينه على بدائعه، ويتصل به في كل مخلوقاته، ويراقبه، وهو يشعر بوجوده في كل لحظة من لحظات الليل والنهار، ويشعر الإنسان أنه واحد من عباد الله بمخلوقاته، مرتبط بالقوانين التي تحكمهم جميعا، وله دوره الخاص في هذا الكون، وفي الكون من حولنا مشاهد كثيرة من مشاهد كونية ومشاهد عبادية، أما الكونية فقد تعرفنا شيئا منها، وأما العبادية فهي هذه المشاهد التي تجمع المسلمين.

 

في صلاة الجمعة وفي رمضان وفي مناسك الحج وغيرها، فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك المؤمنين، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك ولإعلاء كلمتك وإعزاز دينك، اللهم انصرهم في كل مكان، اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين يا رب العالمين، فاللهم فرق جمع هؤلاء المعتدين من اليهود والصرب والوثنيين، اللهم فرق جمعهم، وشتت شملهم، وخالف بين قلوبهم، واجعل بأسهم بينهم، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرفنا في أمرنا وثبت أقدمانا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، واذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما

تصنعون.

شارك مع اصدقائك

عن دكتوره مرفت عبد القادر

شاهد أيضاً

المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة

عدد المشاهدات 5371 165 بقلم / محمـــد الدكـــروري الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه …